المجتمع

إسفا

بقلم عاصم صبحي

تتعدد الصفحات و الجروبات علي مواقع التواصل الاجتماعي و خاصة علي موقع الفيس بوك ، لكن القليل منهم صاحب بصمة مميزة بما يحتويه من أعضاء أولا و من أنشطة و روح إيجابية تسري بين أعضائه ثانيا ثم ثالثًا و الأهم هي النشأة و التربية و الأخلاق الطيبة التي تجمع الأعضاء علي قلب واحد .
هذا ما تلاحظه إذا كنت أحد المحظوظين بعضوية جروب ” إسفا ” أو ” ESFA “ و هي الحروف الأولي لمختصر أعضاء جروب خريجي مدارس الراهبات و الرهبان بالإسكندرية أو ” Écoles des Sœurs et Frères d’ Alexandrie “ ، و لكي تكون من المحظوظين بالعضوية هذا يعني أن تكون خريج إحدي هذه المدارس ، و يأتي علي رأسها كلية سان مارك التي تقود مسيرة هذه المدارس ، و لي الشرف أن أكون أحد خريجي سان مارك .
شعب اسفا كما يحلو لهم أن يطلقوا علي أنفسهم هذا الاسم شعب عريق تجد الأب و الأم و الابن أو الابنة أعضاء في هذا التجمع الهائل ، الكل منفتح علي الكل ، منشورات من هذا و منشورات من هذه ، منشورات ثقافية ، فكاهية ، ألعاب ذكاء .. إلخ ، الكل يقرأ للكل ، نادرًا ما تجد مخالف للقواعد .
يقوم علي إدارة هذا التجمع الهائل مجموعة مختارة منتقاه من أفاضل الناس كيف لا و هو يضم تحت سمائه نجوم تتلألأ من أصحاب الصفوف الأولي في الفصول ، هي بحق نجوم في مختلف مجالات الحياة الوظيفية في مصر .
فلنا الشرف أن يكون من بين أعضاء الجروب وزراء حاليين و قد يكون هناك سابقين أيضا ، أناس لهم من التربية و الأخلاق و الثقافة ما يضعهم نجومًا في سماء اسفا .
ناهيك عن نجوم الطب في مصر و خارج مصر إذ لدا شعب اسفا سفراء في جميع أنحاء العالم رافعون علم بلدهم مصر و متميزون بأخلاقهم الرفيعة و ثقافتهم الواسعة .
لا أستطيع أن أحصي جميع المجالات لكثرتها ، فنحن شعب بحق ، شعب تقبل بعضه البعض دون تمييز بين هذا و ذاك .
ينبثق و يتفرع من الجروب الرئيسي عدة جروبات أو لجان فرعية لها نشاطات مختلفة ، فأنت داخل حلقة هادفة ترضي جميع أعضائها بلا استثناء الصغير و الكبير ، الرجل و المرأة .
يتسابق القائمون علي تلك الفروع في ارضاء الكل و في مشاركة الكل ، من أبرز تلك النشاطات النشاط الاجتماعي الذي يتولي جمع التبرعات عينية كانت أو مادية و انفاقها في خدمة المجتمع السكندري و خاصة قدماء العاملين بمختلف مدارس الراهبات و الرهبان .
هذا التجمع بمختلف أعماره تربطه علاقات طيبة قوية قد لا تعرف شخص معرفة فعليه في الحياة إلا أنه صديقك الجميل الذي تتابعه بإستمرار من خلال منشوراته و تتبادلون التعليقات سويًا ، ذلك دون أن يكون هناك مقابلة شخصية بينكما علي الإطلاق ، هذا راجع للتوافق بينكما في التربية و الأخلاق و الثقافة .
يتفاعل شعب اسفا بعضه مع بعض بأسلوب راقي جميل في جو أخوي لا تجده في كثير من التجمعات الأخري ، يظهر ذلك في مظاهر الفرح و السرور لخبر مفرح نشره أو نشرته إحدي الأعضاء ، و مشاعر القلق و الحزن و المواساة إذا حدث مكروه لأحد .
و قد ظهر ذلك جليًا في وفاة أحد الأعضاء الشباب و الذي كان نجما بحق بأخلاقه و روحه الفكاهية العالية و حبه للجميع هو الصيدلي فيليب فوزي ، فقد كانت حالة حزن و مظاهرة وفاء و حب و أسي لفراق هذا النجم الساطع ، للأسف لم أحظي بمقابلة فيليب من قبل – رحمه الله –
يزين سماء إسفا كواكب و أقمار لا حصر لها من خريجات مدارس الراهبات تجمعنا بهم علاقة أخوة و صفاء نفس و ود جميلة كيف لا و هن من تربين علي أيدي راهبات ، فهن الأدب و الأخلاق و الثقافة و الشقاوة و الوقار و خفة الدم التي لا مثيل لها .
و بكل تأكيد أنجبن و سوف ينجبن أعضاء جدد يكملوا مسيرة هذا التجمع ، و لا يفوتني أن أذكر أن من أسس هذا التجمع الجميل و القائم علي إدارته هي واحدة منهن ، فكلنا ندين لها بذلك العمل الرائع القيم الذي سوف يتوارثه الأبناء بكل تأكيد ، ألف شكر للزميلة دعاء طاهر علي مجهودها الرائع المتواصل أدامكم الله لنا .
إذًا فنحن أمام حالة فريدة علي صفحات التواصل الاجتماعي ، إذا تعمقت في التفكير و تحليل تلك الحالة تجد أن لديك قاعدة عريضة و أرض خصبة .
قاعدة ذات أساس قوي راسخ تقبل البناء عليها ، بناء أسرة قوية متماسكة تتحلي بأخلاق قد يسمع عنها البعض ، أخلاق يتوارثها الأبناء و الأحفاد و هي الأساس في بناء مجتمع قوي متماسك ، أسرة مثقفة منفتحة علي العالم تأخذ منه ما يناسبها و تسمو بنفسها في ظل مناخ يخيم عليه الفساد الأخلاقي و التربوي و الثقافي .
أرض خصبة تنبت أجيال قادمة تتسلح بالعلم و الأخلاق و الدين ، أجيال هدفها الرقي بأنفسهم أولا ثم بمجتمعهم ثانيا ، هدفها نشر روح المحبة و الأخوة بين الكل داخل المجتمع المصري ككل ، أرض خصبة لمصر عموما بأن نكون قدوة لغيرنا من زملاء عمل و جيران و أصدقاء خارج سماء إسفا ، و هذا هدف سامِ ليس بالصعب فنحن بإمكاننا أن نغير و أن نكون قدوة .
من أبرز أمنياتي و أحلامي أن يأتي يوم أري فيه أحد أعضاء إسفا علي رأس القيادة السياسية في مصر .
لكم مني جزيل الشكر و الاحترام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق