مقال

برييز

بقلم عاصم صبحي

 

المكان حديقة الخالدين ” سابقا ” بالاسكندرية ، مجمع الخالدين للمطاعم و الكافيهات ” حاليا ” ، الزمان يوم الجمعة الموافق ٢٣ ابريل الموافق ١١ رمضان ١٤٤٢ هـ ، المناسبة تجمع لعدد من خريجي كلية سان مارك دفعة ٨٧ لتناول الإفطار بأحد مطاعم مجمع الخالدين .
برييز Breeze هو اسم المطعم الذي يعد أكبر مطاعم المجمع ، يطل علي البحر بواجهة عريضة زجاجية ، يتميز بديكورات أنيقة و بسيطة و عدد كبير من المقاعد و الأرائك المريحة مما يجعلك تجلس في مواجهة البحر في منظر ساحر خلاب في استرخاء و استجمام تام ، في ضيافة ممتازة من أناس متخصصون هدفهم تقديم أفضل ما لديهم من مشروبات و مأكولات باحترافية بالغة .
قد لا تكون أول مرة أكتب عن تجمع لخريجي تلك الدفعة فهذه هي ثالث مقالة أكتبها أو دعني أقول ثالث لقاء يجمعني بعدد لا بأس به من زملائي و أصدقاء الطفولة ، لعل ما يميز تلك اللقاءات أن دائما هناك الجديد ، فاللقاء كلقاء هو واحد إنما يأتي تعدد اللقاءات كل حين مرة مما يجعل اللقاء الواحد مميز و مميز جدًا في كل مرة .
يأتي هذا التميز من حيث عدد الحاضرين و بكل تأكيد حضور وجوه جديدة ليست علي الدفعة و لكن جديدة علي اللقاءات ، فها هي أسماء تظهر و تحضر لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين عاما ، هذا الحضور المتجدد دائما أحد أهم أسباب تميز اللقاءات عن بعضها البعض ، فهو يجدد روح الدفعة ، يجدد مشاعر الدفء و الأخوة الصادقة ، يجعل الترحاب مستمر بلا انقطاع ، فها أنا ألتقي أخوة و أصدقاء لم أرهم منذ التخرج ، ها هو نجاح و ها هو سالم و ها هو عتمان ، لم يمنعنا من العناق سوي كورونا لكن يكفي أن تستشعر العناق في نظرات العيون تلك النظرات التي تبوح ” بكل مشاعر الأخوة ” تلك الجملة التي اتخذتها عنوان إهداء كتابي لهم فقد كانت وليدة اللحظة بالفعل .
سعادة لا توصف حين تجد من يهتم بأن يصطحبك معه في طريقه إلي المطعم قبل الإفطار ” قاسم ” الذي قسم له الله سبحانه و تعالي الكثير من الاحترام ، و تكون المفاجأة أكبر حين تجد معه صحبة تزيد ذلك الاحترام احترامًا و وقارًا فها هو منيب الذي له كل معزة و احترام في نفسي و الذي لم أره منذ أمد ، و قسورة الخلوق بزيادة ، إذًا فقد بدأ التجمع بالنسبة لي بهذه الصحبة الرائعة ، ما لبثت أن وصلت إلي المجمع حتي قابلت ” نسيم ” الدفعة العليل ذو الوجه المشرق بابتسامة ودودة جذابة .
يتوالي الحضور و يتواصل الترحاب و الود بنجاح فهو ” نجاح ” اسمًا و فعلًا ، نجاح الطب و الصداقة الدائمة فهو بحق نجاح الدفعة .
و إذا بنجم يسطع ، وجه سينمائي بالدرجة الأولي بلحيته الجذابة التي طالما كانت السبب الرئيسي في جذب نظرات الاعجاب من فتيات المدارس المجاورة لمدرستنا العريقة ، كل فرد في الدفعة يحبك يا عم ” عتمان ” .
لقد تسبب تسرعي في الخروج من المنزل في نسياني لأقراص الدواء الخاص بي و الذي أتناوله بعد الافطار ، فكان لزامًا عليٓ أن أشتري علبة دواء أخري و بالفعل أرسلت في شرائها ، جاءني الدواء من إحدي أهم و أعرق صيدليات مصر ، فكأن القدر يأبي أن يسطر هذا الموقف إلا بحضور أخي و صديقي العزيز بل الخليل فبحق نعم الخلان يا ” خليل ” .
الكل يتناول الطعام بشهية مفتوحة علي الآخر مثل نوافذ المطعم ، فالطعام شهي بحق و الوجبة تكفي فردان لا فرد واحد ، عصام بجانبي نتجاذب الحديث عن اليمين و ايهاب عن الشمال و أمامي يجلس المهندس ، المتابع لمقالاتي عن دفعتنا الكريمة لابد له أن يعرف من الوهلة الأولي من هو المهندس ، ” نصر ” الدفعة مهندس لقاءاتها و منظم فعالياتها بكل دقة و اتزان ، فلا تشغل بالك بأي صغيرة أو كبيرة في حضوره .
وقت المشروبات و خاصة القهوة التي لا غني عنها لمعظم الحضور ، و كان نصيبي منها فنجان مضاعف مميز عن باقي فناجين الأخوة ، و بدأت الأحاديث الجانبية بيننا في جو يغمره روح الفكاهة و الود و الحب ، ثانئيات و ثلاثيات و يتنقل الأصدقاء فيما بينهم ، و كان لي الشرف بتوقيع كتابي لأخوتي و أصدقائي مما أدخل الكثير من السعادة علي قلبي مما شعرت به من حرصهم علي اقتناء الكتاب كذكري تخلد لقاءاتنا الجميلة ، فكانت الأحاديث المتجاذبة بيني و بين كل من ” فرغلي ” الصيدلي و ايهاب و عتمان و عيسوي و حبيقه و جوزيف جميلة و ممتعة و ظريفة لأبعد الحدود خاصة و قد قام بتسجيلها و توثيقها فوتوغرافيًا الباشمهندس .
في مفاجأة من العيار الثقيل لا تصدر إلا من شخصية من العيار الأثقل مجموعة هدايا معبأة في حقائب بلاستيكية تحمل اسم و شعار الشركة العالمية المنتجة التي يعمل بها المستشار ” الجاسر ” حيث قام بتوزيع الحقائب علي الجميع في لفتة جميلة حقًا كان لها أثرها البالغ في أجواء هذا التجمع الراقي .
مر الوقت سريعا أكاد أجزم أننا لم نشبع من بعضنا البعض ، فأنا مثلا لم يحالفني الحظ بأن أجلس و أتحدث إلا القليل مع اثنان من المقربين إلي قلبي ” سالم ” الدكتور الذي لم أره منذ التخرج ذلك الصديق جمعنا سويًا أكثر من فصل دراسي ، كذلك ” الشرقاوي ” طيب القلب ، لكنا اتفقنا علي موعد آخر علي القهوة .
بدأنا ننصرف الواحد تلو الآخر دون توديع بل علي اتفاق لمواعيد و لقاءات أخري إن شاء الله ، و اصطحبني زميل الأتوبيس المدرسي كالعادة لنجلس بجوار بعضنا البعض لكن هذه المرة في سيارته الخاصة ، هذا الأصيل العريق نجا فهو ” كريم ” بأخلاقه و أدبه .
هذا التجمع الراقي و الذي يضم نخبة من أهم عائلات الاسكندرية كان في ضيافة أحد أهم و أشهر اسم في عروس البحر الأبيض المتوسط و الذي يمتلك برييز المطعم و الكافيه المحترم الأنيق ، ” درويش ” الذي سوف يظل ” خالد ” خلود الثغر و علامة من علاماتها المميزة ، كل الشكر و الامتنان و الاحترام لدفعتي الموقرة ، أخوة و أصدقاء دائما و أبدًا .
و أخص بالذكر كما عاهدته أو كما عاهدت نفسي أن أذكره في أي مقالة و تجمع لدفعتنا الأخ الغالي رحمه الله فؤاد دميان ، حقيقي ترك فراغ استشعرته عن نفسي ، و أتوجه إلي الله بالدعاء لصديق و أخ غالي و عزيز بأن يمن الله عليه بنعمة الصحة و يشمله بالعافية شفاه الله و عافاه جاري العزيز .
و دائما علي موعد و لقاءات أخري قريبة بإذن الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق