المجتمع

عقوق الأبناء !!!

بقلم بسيوني عبدالله

المتعارف عليه دائما و أبدا … هو “عقوق الوالدين” ….لكن لم يتحدث احد عن عقوق الأبناء ….. لن  أتطرق للضرب و التعنيف و الحرمان … ولكنني سوف انزل سلمة … سلمتين … اشياء في “الخفاء” يمارسها الآباء من “تحت لتحت”  تخرج أجيال “مشوة” و “غضبانة” و “مهزوزة” و “جبانة” .
أول حاجة … ال favourite child ….. الابن أو الابنة المميزة …. طبيعي إن الأب أو الأم تحس إن فيه طفل ليه مكانة عنده أكتر من أخوه/أخته …. بس اللي مش طبيعي أبدا … التفرقة في المعاملة …. و ساعات الموضوع بيتمادى أنه يبقى واضح وضوح الشمس …. (مصروف أكتر … أكل أكتر … مكالمات اهتمام أكتر … لبس أكتر … تساهلات أكتر …. الخ ) شيء في منتهى الحقارة و بيعبر مرور الكرام و ال “ههههههههههههه … أنت بتغير من أخوك … يخيبك” ….. و العيال بتكبر و العزوة بتتحول لعداوة و قطيعة و القلوب بتشيل ليوم الدين …
حاجة تانية زي التنمر المنزلي …. اللي هوة مش كفاية قساوة العالم الخارجي … لا كمان الطفل بيطلع عينه في البيت اللي هوة مفروض ألف باء أمان و سكن و مأوى ….. ذكور و إناث …. بداية من “أنت مش راجل يلا” …. كلمات بتلقى على آذان طفل لم يتجاوز العشر سنوات … لما يبكي …. أو لما يتضرب في الشارع من طفل في سنه …. أو حتى لما يحاول يترمي في حضن أمه …. مرورا بالسخرية من لون بشرة أو طول أو زيادة وزن ….. الخ ….. عمري ما هنسى الرسالة اللي جتلي من بنوتة بتشتكي إن مامتها دايما بتعايرها بسمار لونها و تجعيدة شعرها و كانت بتعتبر السخرية من شكل بنتها نوع من التحفيز لها في ثانوية عامة عشان تشد حيلها و تدخل “طب بشري” لأن ده آخر أمل ليها إن حد يتجوزها بعد حصولها على لقب “دكتورة” …. و شيء في منتهى القذارة و الانحطاط ……. مش هننسى طبعا المقارنات المستمرة بالغير من الأقارب و الأصدقاء و اللي بتدي الطفل الإحساس بأنه عمره ما هيكون “كفاية” ……
عقوق الوالدين اللي بيتمثل في القسوة في المعاملة و الجفاء في المشاعر ….. أنت متخيل كام راجل و ست عمرهم ما اتحضنوا من أبوهم و أمهم ؟! …. شيء مفزع !!
الحقيقة الكلام كتير و أنا مش هرغي أكتر من كده … لكن طيلة ال٣٠ عام اللي عشتهم في الدنيا … حالات عقوق الوالدين اللي عدت عليا لا تمثل ١% من حالات عقوق الأبناء ……. و الغريب فعلا …. إن في معظم الحالات … دايما تلاقي العيال أحن على أهاليها منهم …. دايما تلاقي في إحساس بالذنب و الوجع و الألم النفسي تجاه الآباء …. رغم الغضب و الألم و العقد النفسية …. تلاقي العيال بتحفى ورا أهاليها عشان يرضوهم ….. سبحانك يا رب …..
اتقوا ربنا في اختياراتكم لشركاء حياتكم و أطيلوا مدة التعارف قدر الإمكان و خدوا الحاجات الخطيرة في الشخصية بجدية تامة و تأكدوا تماما إن مفيش حد بيتغير … ده لو فعلا ناوي/ة تأسس أسرة و عيلة تضيف للمجتمع شيء …. مش مجرد زيجة أخرى تضاف للسجل المدني … يتبعها سجلات في محاكم الأسرة و مستشفيات الطب النفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق