مقال

محمد علي ومدينة الاسكندرية

بقلم محمد فخري

مرت علي الإسكندرية عصور من الإهمال وفقدت المدينة الجميلة عاصمة العالم القديم ريادتها بعد أن كانت محط أنظار العالم فالاسكندرية عاصمة الثقافة والفن وقبلة الفلاسفة والمفكرين والعلماء لما فيها من حياة مليئة بالتحضر والمدنية أثناء الحكم البطلمي والحكم الروماني اذدهرت المدينة وتنشئ مكتبة الإسكندرية وايضاء مدرسة الإسكندرية حيث درس اقيلدس وفيثاغورث أساس الجبر والهندسة كل هذا بل كان المواطن الروماني يأخذ المواطنة والجنسية من الإسكندرية العاصمة الرئيسية في العالم ودرة الموانئ في البحر المتوسط لتبدأ الإسكندرية في السقوط والنسيان وتفقد الأهمية والميناء الاول في مصر وينجح البرتغاليون في إنشاء طريق راس الرجاء الصالح لتصبح طرق التجارة العالمية بعيدة عن الإسكندرية في القرن السادس عشر ثم يأتي العثمانيون وتسقط مصر تحت الاحتلال العثماني البغيض سنة ١٥١٧ وتصبح مصر ولاية عثمانية

وتعاني الإسكندرية من الإهمال وتصبح رشيد الميناء الرئيسي ويرسل العثمانيون الصناع المهرة الي الأستانة وتصبح المدينة بلا صناعة أو صناع مهرة كانت المدينة تغرق في مستنقع الجهل والمرض وتوصف المدينة أنها أصبحت مثل القرية فبيوتها دور أو دورين علي أكوام مثل كوم الدكة كوم النضورة كوم الشفافة كوبكير لا أساس تنظيمي واضح احياء مبعثرة وظهير صحراوي جبلي بعد سور المدينة مكانة الان في حديقة الشلالات صناعات يدوية بسيطة عدد سكانها بسيط لايرتقي إلي مدينة كبري كما في الماضي وينظر محمد علي عند تولية الحكم سنة ١٨٠٥ الي الإسكندرية نظرة ثانية لأهميتها.

عمل علي انشاء ترعة المحمودية سنة ١٨٢٠ تمينا بالسلطان محمود الثاني وافتتحت للملاحة والربط بين النيل والبحر المتوسط وأصبح سكان المدينة يشربون المياة النظيفة عمل علي إنشاء ميناء ورصيف للميناء بعد أن كانت السفن ترسوا بعيدا عمل ايضا علي انشاء ترسانة لبناء السفن وانشي ميدان القناصل المنشية حاليا ليصبح مركزا للنشاط الاقتصادي للمدينة.

النهوض وتخطيط المدينة بدأت الحياة تدب في أرجاء المدينة عن طريق إعادة تخطيط المدينة وإعادة رسم المدينة علي تخطيط عمراني حديث.

وكان لمحمد علي سماحة دينية فسمح لكثير من الأوروبيين بالهجرة الي الإسكندرية وأصبحت الإسكندرية مجمع لكل الجنسيات فساعد هذا علي المظهر الحضاري للمدينة وأصبحت ميدانها ومبانيها علي الطراز الاوروبي وتصبح الإسكندرية محط أنظار العالم وارض الفرص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق