الكورونا مثل حمام الزاجل مجرد ناقل لرسالة
والرسالة هنا إلهية
يخبرنا الله من خلال هذا الكائن الميكروسكوبي غير المرئي
أننا بحاجة إلى إحياء المودة و الحب لبعضنا البعض!
إنه من الضروري دائما حب الذات والأنا
لكن الآخرين أيضا يحتاجون إلى الاهتمام والمودة والرعاية!
ربما أرسل لنا الله الكثير من الإشارات في أوقات الرخاء وبلهنية العيش ، لكننا لم نتلقاها ولم نستوعبها
لم نكن نستطيع أن نفهم أو نرى لأننا مشغولون للغاية منهمكون حتي الثمالة في الصراع علي ماديات الدنيا
لكننا كنا في ذروة الأنانية بحيث لا نستوعب الإشارات
ثم يأتي كورونا ويجبرنا على أن نكون محاصرين في منازلنا
مع أفراد عائلاتنا
لإحياء القيم المفقودة
نحن نتعلم من جديد أن نحب جيراننا
ونقدر العائلة والأصدقاء
ونعيش في مجموعات مرة أخرى
ونفكر في الآخرين
ما جدوي أن تكون سعيدا في خضم مجتمع يموج بالتعاسة والشقاء
لسوء الحظ ، هناك الكثير من الخسائر ، ولكن هذا ثمن لا مناص منه
هو الثمن اللازم اللازب أن ندفعه لنتعلم
فدروس الحياة دائما وأبداً باهظة الثمن
و لا تعليم بدون ثمن
الله أعلم بماذا يفعل!
أنا علي يقين من أنه عندما يختفي شبح كورونا وينحسر طوفان الڤيروس بإذن الله وترسو سفينة البشرية المنزعجة علي چودي السلامة والأمان
ويري الله أن الرسالة قد وصلتنا بوضوح وجلاء وأننا استوعبنا الدرس جيداًكاملا غير منقوص
فالله هو المعلم الأول فعلا وسيقوم مدي استيعابنا للمحنة
الله ليس كمثله شيء و لم يكن له كفواً أحد
بشكل لا يصدق ..
بإذن الله
ستسطع شمس الحياة من جديد
لكن الحياة بعد كورونا لن تكون مثل الحياة
قبل كورونا
سنكون الحياة أكثر ثراءً من حيث المشاعر وسنعلي من شأن القيم النبيلة الجميلة والمثل العليا للحياة
.
لن يكون هناك مكان للأنانية ولا للتكويش ولا للاستعلاء والعنجهية والخيلاء
فالفيروس لا يختار الطبقة الاجتماعية و لا يفرق بين غني وفقير ولا يجامل الشخصيات العامة ولا النجوم والمشاهير
بل هو أيضا طريقة للقول أننا جميعا متماثلون أننا سواسية كأسنان المشط لا فضل لأحد علي أحد إلا بكم العطاء إلا بالخير والحق والحب والجمال
سنثمن قيمة العلم والعلماء والباحثين والحكماء سيغرب عن صدارة المشهد العبثيون والانتهازيون والتافهون والمهرجون والمنافقون والرخيصون والحمقي والجهلاء
آمل أن يفهم الجميع هذا
لأننا إذا لم نستوعب الدرس جليًا ولم نتعمق في المشهد مليا ولم نتلق الرسالة ناصعة
ربما نبتلي برسالة أشد قسوة وخشونة وشراسة حتي نفهم
عالم ما بعد كورونا
قريباً إن شاء الله سينكسر الداء ويندحر الوباء
وترسو سفينة البشرية المرتبكة علي جودي الأمن والأمان
وستكون أزمة كورونا مرحلة مفصلية في تاريخ البشرية
وخطا فاصلا بين عهدين : ما قبل كورونا وما بعد كورونا
نطمح إلي عالم متوازن يسود فيه السلام والعدل وحقوق الإنسان بجد وليست لصالح حقوق الإنسان الغربي الأبيض أو ورقة سياسية لتطويع الأنظمة وفرض الهيمنة
نحتاج إلي كتابة عقد عالمي عادل وميثاق جديد للأمم المتحدة ومجلس الأمن يزيل هيمنة القطب الأوحد أو ثلة قليلة من الأقطاب تلعب بمصير الكوكب
وتحتكر العلم والتصنيع والثروة والسلطة
وتلعب بالمناخ وتصدر الصناعات القذرة خارج حدودها وتدفن نفاياتها النووية في أراضي المستضعفين
نريد تسخير العلم لرفاهية الإنسان كل الإنسان
أينما حل أو ارتحل فلا يكون العلم وسيلة لرفاهية الشمال الغني والغرب المتحضر
بينما يستغل الجنوب الفقير والشرق النامي كحقل تجارب لأسلحتهم المادية والبيولوجية ومعمل تجارب لأدويتهم
وحومة للوغي لاستعراض عضلاتهم النووية وغير النووية
وساحة لتصفية الحسابات بينهم ولتكريس هيمنة الرأسمالية المتوحشة وسوقا لتصريف بضاعتهم الراكدة
نريد عالم ما بعد كورونا وقد تلاشت فيه الفجوة وانحسرت الهوة التقنية والمعيشية والفكرية بين الشمال والجنوب
نريد تلاقي الحضارات لا صراع الحضارات
نريد اندثار مفردات التمييز العنصري باللون والچين والدين
فالمليارات التي أنفقت في تصنيع أسلحة الدمار ومحاولة فرض أفكار وتطويع أمم وترويض أنظمة
لو أنفقت في الصحة والتعليم
لما كان هناك كورونا الفيروس ولا كورونا الإرهاب
ولا كورونا الكراهية والصراعات
بين قاطني هذا الكوكب الذي تحول من قرية كونية صغيرة إلي أوضة وصالة واحدة يلتقي فيها اتحاد شاغلي هذا الكوكب
الذي لوثنا مياهه النقية
ودنسنا هواءه
وأتلفنا غاباته وجناته
وثقبنا غلافه الجوي
وأربكنا توازنه البيئي والبيولوجي
والأهم من ذلك دمرنا إنسانه وأحبطنا شبابه ونزعنا منه الحب والوئام لصالح الشرهة جيوبهم وبطونهم
من شياطين الأرض
#كورونا
#ما_تزعلوش