مقال

من إلهك ؟

بقلم الكاتبة والمفكرة عبير قطب

من إلهك ؟

في رحلتي القصيره علي الأرض وجدت ومما لايدع مجال للشك أن هناك إلهان يتبعهم ويقدسهم معظم البشر علي هذا الكوكب وعلي مر العصور وحتي الأن،
إله حقيقي وهو خالق الكون ومدبره وخالقنا ومع هذا فالقليل فقط من يتبعه ويعرفه كما يجب أن يعرفه ويتبعه ، وإله أخر ومع الأسف هو الذي يؤمن به أغلب الناس من جميع الأديان على حد سواء، وقد ساعد علي الإيمان به المعتقدات الخاطئة التي تم تلقيها أولا من تربية الأهل ثم المجتمع، فالمجتمع عادة يلقن أفراده أيضا الإيمان بالله ،
ولكن وكما تشير الآية الكريمة (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) اي الأغلب من الناس يؤمن وهو مشرك، أي يؤمن بإله ليس حقيقي مع الإله الحقيقي،
أما الإله الحقيقي فهو معرفة ذاتيه وفردية تنبع في قلب الشخص بعد أن تم الكفر بالإله الوهمي.
بمعني أن صوره الإيمان الجمعي الذي نراه الان وبكل صوره لايمثل الإيمان الحقيقي الذي يُرضي الإله الحقيقي
ننزعج من ملحد أو علماني أو لا ديني، لأنه في حقيقة الأمر أنه أنكر الإله الحقيقي،
وهذا نظره جيدة وتعتبر نصف الطريق الصحيح لك ، ونصف الشهادة (لا إله)،
أكمل معي الطريق ،، يجب أن يكون هناك إله،نعم هذا صحيح فتكتمل الشهادة ب (إلا الله)، وهنا يكون الوصول للإله الحقيقي.
الإله بمفهومه الصحيح والنابع من رحلة شاقه من البحث والشك وحتي الوصول لله الحق، فحتى الأنبياء والرسل سلكوا مثل هذا المسلك، فإنهم أولا كفروا بإله قومهم (إذ لكل قوم إله في كل مكان وزمان)، وحاربوا آلهتهم كابراهيم النبي عندما حطم الاصنام،
جميع الرسل والمرسلين، هم في الحقيقة يهدمون صوره من صور الإله الوهمي أولا، ثم يبنوا عليه الإيمان بالله الحقيقي، ولكن سرعان ما يشوه الناس صورة الله الحق بعد موت رُسلهم وأنبيائهم ، لذلك هناك الحاجه أن يكون في كل زمن وعصر شخص يذكر الناس بالإله الحقيقي قبل إنحرافهم عن الطريق.
وجدت وكمثل من أمثال آلهة هذا العصر الوهميه والكثيره، ولاأقصد ألهه الجاهليه الحجريه ،بل ألهه صنعتها عقولنا التي تم برمجتها علي تقديس آلهه أخري… إله المال.. وإله المادة.. وإله العلم.. وإله العقل (بقصوره المتعمد) ..وإله ماوجدنا عليه آبانا.. وإله الأنظمه السياسيه وإله المصالح المتبادله ، وإله رغيف الخبر وغيرها مما لاحصر له،
فتجد الأغلبيه يقدس هذه الآلهه أكثر من تقديسه لله الحق،
نعم نحتاج للمال والعلم وانظمه تدير ومصالح ورغيف الخبز ولكن بلا تقديس ،، بدون أن نُشركها مع إلهنا وخالقنا ..ليتنا جميعا نتذكر بصدق مع أنفسنا وذاتنا وسائر تصريفات حياتنا علي الارض أن لنا إله واحد كافي وبدون أي حاجه لتقديس وإشراك آلهه غُرست بنفوسنا وعقولنا وتم برمجتنا علي تقديسها
وبالرغم من تيقنا أنها وقتيه وغير دائمه ،وكل إله منها سيتبدل وسيصيبنا الارباك لنلهث نبحث عن بديل لها لننصبه علي أنفسنا إله ليشبع أحساس نفتقده داخل أنفسنا.
عدم ثقتنا بأنفسنا وقدراتنا العظيمه والتي أودعها الخالق فينا ومُفترض النابعه من ثقتنا وإيماننا بإله واحد تزعزعت عند الغالبيه العظمي ولاأستثني بالعظمي رجال الدين والفقهاء بل من نسوا من هم وهدفهم والرساله التي خُلقوا لأجلها وأكتفوا بالسير في القطيع متشبثين بمنطقه الأمان الوهميه علهم ينجوا من الطوفان !
البحث عن الأمان يكون بداخل ذواتنا لعل نفسك تصدُق مع روحك فتدلك روحك علي طريق النجاه الحقيقي والإله الحقيقي
الإيمان هو روح تُرشد وقلب يؤمن وعقل يعي فيُحرك بما يعتنقه من أفكار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق